باكستان تتخذ إجراءات دبلوماسية مضادة مع الهند بعد مقتل 26 شخصاً في كشمير
منها طرد دبلوماسيين وإغلاق الحدود البرية
أعلنت الحكومة الباكستانية، الخميس، سلسلة من الإجراءات الدبلوماسية المضادة ضد الهند، في أعقاب اتهامات مباشرة من نيودلهي لإسلام آباد بدعم "الإرهاب العابر للحدود"، على خلفية الهجوم الدموي الذي وقع في كشمير وأودى بحياة 26 شخصاً على الأقل.
وعقد كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في باكستان اجتماعاً طارئاً استمر ساعتين، انتهى بالإعلان عن إجراءات تصعيدية اعتُبرت الأشد منذ سنوات، وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء شهباز شريف أن "أي تهديد لسيادة باكستان من جانب الهند سيقابل برد حازم"، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
طرد دبلوماسيين
أعلنت باكستان أن مستشاري الدفاع البحري والجوي في السفارة الهندية بإسلام آباد أشخاص غير مرغوب فيهم، وطالبتهم بمغادرة البلاد فوراً، كما تقرر إلغاء جميع التأشيرات الممنوحة للمواطنين الهنود، باستثناء الحجاج السيخ، وإغلاق الحدود البرية والمجال الجوي والتجارة مع الهند.
وحذرت الحكومة الباكستانية من أن أي محاولة هندية لوقف تدفق مياه نهر السند، الذي تحكمه معاهدة مياه عمرها أكثر من ستة عقود، ستُعتبر "عملاً حربياً" وستقابل برد قوي، جاء ذلك رداً على إعلان الهند تعليق العمل بالمعاهدة إثر الهجوم.
تصعيد إغلاق للمعابر
وفي خطوة مقابلة، طلبت وزارة الخارجية الهندية من جميع المواطنين الباكستانيين المقيمين في الهند مغادرة البلاد قبل نهاية صلاحية تأشيراتهم، وحددت تاريخ 27 أبريل 2025 للتأشيرات العادية، و29 أبريل للتأشيرات الطبية، وأعلنت نيودلهي كذلك تعليق إصدار تأشيرات جديدة للباكستانيين.
وأوضحت وزارة الخارجية الهندية أنها ستغلق المعبر البري الوحيد بين البلدين، كما ستسحب ملحقيها العسكريين من باكستان وتخفض عدد طاقم بعثتها في إسلام آباد، وفي المقابل، منحت الهند الملحقين العسكريين الباكستانيين في نيودلهي مهلة أسبوع لمغادرة البلاد، في إجراء وصف بأنه من الأكثر تشدداً منذ سنوات.
واستدعت الهند كبير الدبلوماسيين في السفارة الباكستانية بنيودلهي لإبلاغه بالإجراءات الجديدة، فيما دعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى اجتماع طارئ للأحزاب السياسية لبحث تطورات الموقف، وسط تحذيرات دولية من تصعيد لا تُحمد عقباه بين قوتين نوويتين.
وتُعد العلاقات بين الهند وباكستان من أكثر العلاقات توتراً في العالم، خاصة في ظل النزاع التاريخي حول إقليم كشمير، وتقاسم مياه نهر السند، وشهدت العقود الماضية عدة مواجهات عسكرية بين البلدين، كان آخرها عام 2019، وتُخشى حالياً من أن تؤدي هذه التطورات الأخيرة إلى انزلاق جديد نحو التصعيد.
وجاء الهجوم الدموي الأخير والذي استهدف مجموعة من السياح في منتجع باهالغام بالشطر الهندي من كشمير ليزيد من حدة التوتر بين البلدين.